كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهذا هو القدر المستيقن في أمر الجن. وهو حسبنا. بلا زيادة عليه ليس عليها من دليل.
فأما الحادث الذي تشير إليه هذه الآيات. كما تشير إليه سورة الجن كلها على الأرجح. فقد وردت فيه روايات متعددة نثبت أصحها:
أخرج البخاري- بإسناده- عن مسدد. ومسلم عن شيبان بن فروخ عن أبي عوانة. وروى الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا عفان. حدثنا أبو عوانة وقال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه دلائل النبوة: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان. أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار. حدثنا إسماعيل القاضي. أخبرنا مسدد. حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «ما قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الجن ولا رآهم. انطلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ. وقد حيل بين الشيئاطين وبين خبر السماء. وأرسلت عليهم الشهب. فرجعت الشيئاطين إلى قومهم. فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث. فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها. وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانطلقوا يضربون في مشارق الأرض ومغاربها. يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحوتهامة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو بنخلة عامدًا إلى سوق عكاظ. وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر. فلما سمعوا القرآن استمعوا له. فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم: وقالوا: يا قومنا {إنا سمعنا قرآنا عجبًا يهدي إلى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا أحدًا}.. وأنزل الله على نبيه- صلى الله عليه وسلم: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} وإنما أوحي إليه قول الجن».
وأخرج مسلم وأبوداود والترمذي- بإسناده- «عن علقمة. قال: قلت لابن مسعود- رضي الله عنه- هل صحب النبي- صلى الله عليه وسلم- منكم أحد ليلة الجن؟ قال: ما صحبه أحد منا ولكنا كنا معه ذات ليلة. ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب. فقلنا: استطير. أواغتيل. فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا فإذا هو جاء من قبل حراء. فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه. فقرأت عليهم القرآن. قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد فقال: كم كل عظم ذكر اسم الله تعالى عليه. يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم. فقال- صلى الله عليه وسلم- فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم».
وقال: ساق ابن إسحاق- فيما رواه ابن هشام في السيرة- خبر النفر من الجن بعد خبر خروج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف. بعد موت عمه أبي طالب. واشتداد الأذى عليه وعلى المسلمين في مكة. ورد ثقيف له ردًا قبيحًا. وإغرائهم السفهاء والأطفال به. حتى أدموا قدميه- صلى الله عليه وسلم- بالحجارة. فتوجه إلى ربه بذلك الابتهال المؤثر العميق الكريم: «اللهم إليك أشكوضعف قوتي. وقلة حيلتي. وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدوملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي. ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات. وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة. من أن تنزل بي غضبك. أو يحل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بك».
قال: ثم إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- انصرف من الطائف راجعًا إلى مكة. حين يئس من خير ثقيف. حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي. فمر به النفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى. وهم- فيما ذكر لي- سبعة نفر من جن نصيبين. فاستمعوا له. فلما فرغ من صلاته ولوإلى قومهم منذرين. قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا. فقص الله خبرهم عليه- صلى الله عليه وسلم- قال الله عز وجل: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن} إلى قوله تعالى: {ويجركم من عذاب أليم}.. وقال تعالى: {قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن} إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة.
ويعقب ابن كثير في التفسير على رواية ابن إسحاق بقوله: وهذا صحيح.
و لكن قوله: إن الجن كان استماعهم تلك الليلة فيه نظر. فإن الجن كان استماعهم في ابتداء الآيحاء. كما دل عليه حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- المذكور. وخروجه- صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف كان بعد موت عمه. وذلك قبل الهجرة بسنة أوسنتين كما قرره ابن إسحاق وغيره. والله أعلم.
وهناك روايات أخرى كثيرة. ونحن نعتمد من جميع هذه الروايات الرواية الأولى عن ابن عباس- رضي الله عنهما- لأنها هي التي تتفق تمامًا مع النصوص القرآنية: {قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن} وهي قاطعة في أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إنما علم بالحادث عن طريق الوحي. وأنه لم ير الجن ولم يشعر بهم. ثم إن هذه الرواية هي الأقوى من ناحية الإسناد والتخريج. وتتفق معها في هذه النقطة رواية ابن إسحاق. كما يقويها ما عرفناه من القرآن من صفة الجن: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} وفي هذا غناء في تحقيق الحادث.
{وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوإلى قومهم منذرين}..
لقد كان إذن تدبيرًا من الله أن يصرف هؤلاء النفر من الجن إلى استماع القرآن. لا مصادفة عابرة. وكان في تقدير الله أن تعرف الجن نبأ الرسالة الأخيرة كما عرفت من قبل رسالة موسى؛ وأن يؤمن فريق منهم وينجومن النار المعدة لشيئاطين الجن كما هي معدة لشيئاطين الإنس.
ويرسم النص مشهد هذا النفر- وهم ما بين ثلاثة وعشرة- وهم يستمعون إلى هذا القرآن. ويصور لنا ما وقع في حسهم منه. من الروعة والتأثر والرهبة والخشوع.
{فلما حضروه قالوا أنصتوا}.. وتلقي هذه الكلمة ظلال الموقف كله طوال مدة الاستماع.
{فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}..
وهذه كتلك تصور الأثر الذي انطبع في قلوبهم من الأنصات للقرآن. فقد استمعوا صامتين منتبهين حتى النهاية. فلما انتهت التلاوة لم يلبثوا أن سارعوا إلى قومهم. وقد حملت نفوسهم ومشاعرهم منه ما لا تطيق السكوت عليه. أو التلكؤ في إبلاغه والإنذار به. وهي حالة من امتلأ حسه بشيء جديد. وحفلت مشاعره بمؤثر قاهر غلاب. يدفعه دفعًا إلى الحركة به والاحتفال بشأنه. وإبلاغه للآخرين في جد واهتمام:
{قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى مصدقًا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}..
ولوا إلى قومهم مسارعين يقولون لهم: إنا سمعنا كتابًا جديدًا أنزل من بعد موسى. يصدق كتاب موسى في أصو له. فهم إذن كانوا يعرفون كتاب موسى. فأدركوا الصلة بين الكتابين بمجرد سماع آيات من هذا القرآن. قد لا يكون فيها ذكر لموسى ولا لكتابه. ولكن طبيعتها تشي بأنها من ذلك النبع الذي نبع منه كتاب موسى.
وشهادة هؤلاء الجن البعيدين- نسبيًا- عن مؤثرات الحياة البشرية. بمجرد تذوقهم لآيات من القرآن. ذات دلالة وذات إيحاء عميق.
ثم عبروا عما خالج مشاعرهم منه. وما أحست ضمائرهم فيه. فقالوا عنه:
{يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}..
و وقع الحق والهدى في هذا القرآن هائل ضخم. لا يقف له قلب غير مطموس؛ ولا تصمد له روح غير معاندة ولا مستكبرة ولا مشدودة بالهوى الجامع اللئيم. ومن ثم لمس هذه القلوب لأول وهلة. فإذا هي تنطق بهذه الشهادة. وتعبر عما مسها منه هذا التعبير.
ثم مضوا في نذارتهم لقومهم في حماسة المقتنع المندفع. الذي يحس أن عليه واجبًا في النذارة لابد أن يؤديه:
{يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم}..
فقد اعتبروا نزول هذا الكتاب إلى الأرض دعوة من الله لكل من بلغته من إنس وجن؛ واعتبروا محمدًا- صلى الله عليه وسلم- داعيًا لهم إلى الله بمجرد تلاوته لهذا القرآن واستماع الثقلين له: فنادوا قومهم: {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به}..
وآمنوا كذلك بالآخرة. وعرفوا أن الآيمان والاستجابة لله يكون معهما غفران الذنب والإجارة من العذاب. فبشروا وأنذروا بهذا الذي عرفوه.
ويروي ابن إسحاق أن مقالة الجن انتهت عند هذه الآية. ولكن السياق يوحي بأن الآيتين التاليتين هما من مقولات النفر أيضًا. ونحن نرجح هذا وبخاصة الآية التالية:
{ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين}.
فهي تكملة طبيعية لنذارة النفر لقومهم فقد دعوهم إلى الاستجابة والآيمان. فالاحتمال قوي وراجح أن يبينوا لهم أن عدم الاستجابة وخيم العاقبة. وأن الذي لا يستجيب لا يعجز الله أن يأتي به ويوقع عليه الجزاء. ويذيقه العذاب الأليم؛ فلا يجد له من دون الله أولياء ينصرونه أو يعينونه. وأن هؤلاء المعرضين ضالون ضلالًا بينًا عن الصراط المستقيم.
وكذلك الآية التي بعدها يحتمل كثيرًا أن تكون من كلامهم. تعجيبًا من أولئك الذين لا يستجيبون لله؛ حاسبين أنهم سيفلتون. أوأنه ليس هناك حساب ولا جزاء:
{أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعيَ بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير}..
وهي لفتة إلى كتاب الكون المنظور. الذي ورد ذكره في أول السورة. وكثيرًا ما يتضمن السياق القرآني مثل هذا التناسق بين قول مباشر في السورة. وقول مثله يجيء في قصة. فيتم التطابق بين مصدرين على الحقيقة الواحدة.
وكتاب الكون يشهد بالقدرة المبدعة ابتداء لهذا الخلق الهائل: السماوات والأرض.
ويوحي للحس البشري بيسر الإحياء بعد الموت. وهذا الإحياء هو المقصود. وصياغة القضية في أسلوب الاستفهام والجواب أقوى واكد في تقرير هذه الحقيقة. ثم يجيء التعقيب الشامل: {إنه على كل شيء قدير}.. فتضم الإحياء وغيره في نطاق هذه القدرة الشاملة لكل شيء كان أو يكون.
وعند ذكر الإحياء يرتسم مشهد الحساب كأنه شاخص للعيون:
{ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}..
يبدأ المشهد حكاية أو مقدمة لحكاية: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار}..
وبينما السامع في انتظار وصف ما سيكون. إذا المشهد يشخص بذاته. وإذا الحوار قائم في المشهد المعروض: {أليس هذا بالحق}..
ويا له من سؤال؟ بل يا لها من قارعة للذين كانوا يكذبون ويستهزئون ويستعجلون. واليوم تتلوى أعناقهم على الحق الذي كانوا ينكرون.
والجواب في خزي وفي مذلة وفي ارتياع:
{بلى وربنا}..
هكذا هم يقسمون: {وربنا}.. ربهم الذي كانوا لا يستجيبون لداعيه. ولا يستمعون لنبيه ولا يعترفون له بربوبية. ثم هم اليوم يقسمون به على الحق الذي أنكروه!
عندئذ يبلغ السؤال غاية من الترذيل والتقريع. ويقضى الأمر. وينتهي الحوار:
{قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}..
(كلمة ورد غطاها).. كما يقال! الجريمة ظاهرة. الجاني معترف. فإلى الجحيم!
وسرعة المشهد هنا مقصودة. فالمواجهة حاسمة. ولا مجال لأخذ ولا رد. لقد كانوا ينكرون فالأن يعترفون. والأن يذوقون!
وعلى هذا المشهد الحاسم في مصير الذين كفروا. وعلى مشهد الآيمان من أبناء عالم آخر. وفي ختام السورة التي عرضت مقولات الكافرين عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وعن القرآن الكريم.. يجيء الآيقاع الأخير. توجيهًا للرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يصبر عليهم. ولا يستعجل لهم. فقد رأى ما ينتظرهم. وهو منهم قريب:
{فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}..
وكل كلمة في الآية ذات رصيد ضخم؛ وكل عبارة وراءها عالم من الصور والظلال. والمعاني والآيحاءات. والقضايا والقيم.
{فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم}..
توجيه يقال لمحمد- صلى الله عليه وسلم- وهو الذي احتمل ما احتمل. وعانى من قومه ما عانى. وهو الذي نشأ يتيمًا. وجرد من الولي والحامي ومن كل أسباب الأرض واحدًا بعد واحد. الأب. الأم. والجد. والعم. والزوج الوفية الحنون. وخلص لله و لدعوته مجردًا من كل شاغل. كما هو مجرد من كل سند أوظهير. وهو الذي لقي من أقاربه من المشركين أشد مما لاقى من الأبعدين. وهو الذي خرج مرة ومرة ومرة يستنصر القبائل والأفراد فرد في كل مرة بلا نصرة.
وفي بعض المرات باستهزاء السفهاء ورجمهم له بالحجارة حتى تدمى قدماه الطاهرتان. فما يزيد على أن يتوجه إلى ربه بذلك الابتهال الخاشع النبيل.
وبعد ذلك كله يحتاج إلى توجيه ربه: فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم..
ألا إنه لطريق شاق طريق هذه الدعوة. وطريق مرير. حتى لتحتاج نفس كنفس محمد صلى الله عليه وسلم في تجردها وانقطاعها للدعوة. وفي ثباتها وصلابتها. وفي صفائها وشفافيتها. تحتاج إلى التوجيه الرباني بالصبر وعدم الاستعجال على خصوم الدعوة المتعنتين.
نعم. وإن مشقة هذا الطريق لتحتاج إلى مواساة. وإن صعوبته لتحتاج إلى صبر. وإن مرارته لتحتاج إلى جرعة حلوة من رحيق العطف الإلهي المختوم.
{فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} تشجيع وتصبير وتأسية وتسلية.. ثم تطمين:
{كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} إنه أمد قصير. ساعة من نهار. وإنها حياة خاطفة تلك التي يمكثونها قبيل الآخرة. وإنها لتافهة لا تترك وراءها من الوقع والأثر في النفوس إلا مثلما تتركه ساعة من نهار.. ثم يلاقون المصير المحتوم. ثم يلبثون في الأبد الذي يدوم. وما كانت تلك الساعة إلا بلاغا قبل أن يحق الهلاك والعذاب الأليم:
{بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} لا. وما الله يريد ظلما للعباد. لا. وليصبر الداعية على ما يلقاه. فما هي إلا ساعة من نهار. ثم يكون ما يكون. اهـ.